شائعات تطال احدى مدارس البنات في القدس ومدير التربية ينفي صحتها

22-08-2011

محمد خالد
/ قالوا بأن أكثر من 700 طالبة في إحدى المدارس الثانوية للبنات في القدس سيجدن أنفسهن في الشارع في غضون أسبوعين.. وقالوا بأن خلافاً نشب بين صاحب عقار المدرسة وبين مدير التربية والتعليم في القدس سيفضي الى اخلاء المدرسة قبل بداية العام الدراسي الجديد.. وقالوا بأن الأخير وافق فعلاً على إخلاء المدرسة وأرفق توقيعه على أمر الاخلاء الذي تفاجأ به الجميع معلقاً على باب المدرسة قبل بضعة أيام، وأنه يخطط لنقل الطالبات الى مدرسة أخرى غير جاهزة بعد ومتوقع لها استيعاب نحو نصف عدد الطالبات كحد أقصى عند اكتمالها.. وقالوا بأن السبب في كل ذلك يعود لعناد مدير التربية واصراره على عدم الاستجابة لرغبة مالك العقار برفع قيمة الايجار واضعاً بذلك "الماديات" على رأس أجندته التفضيلية التي اسقط منها المصير التعليمي لمئات الطالبات المقدسيات ... وقالوا.. وقالوا ...    

أقاويلٌ نُسجت وتناقلتها الألسن ووصلت اصداؤها الى مسامع مراسلنا في القدس، الزميل خليل العسلي، الذي اعتاد في كتاباته تسليط الضوء على هموم المدينة المقدسة ونقل معاناة وآلام مواطنيها اليومية الى "العالم اليوم" وهي المساحة التي خصصتها له PNN على صفحتها الالكترونية، فجاءت مقالته في هذا الشأن تحت عنوان " أنقذوا المدرسة او اصمتوا ..!"، ونحن بدورنا في شبكة فلسطين الاخبارية قمنا بمتابعة هذا الموضوع من اجل الوقوف على حقيقته وإجلاء ما يكتنفه من غموض.

الحديث يدور عن "مدرسة الفتاة اللاجئة الثانوية للبنات" والتي تعتبر بالغة الاهمية لفتيات القدس اذ أنها مدرسة البنات الوحيدة المتكاملة في القدس من حيث شمولها لكافة الصفوف التعليمية من الأول وحتى الثاني عشر، اضافة الى الثانوي التجاري، ناهيك عن مختبراتها الثلاث الحديثة ومرافقها الاخرى التي جرى ترميمها بمئات آلاف الدولارات.

فالقضية -كما يقول مدير التربية والتعليم في القدس، سمير جبريل- لا تخرج عن اطار كونها عملية معاملة بين المالك والمستأجر، وتعود الى عام 2009 عندما توجه مالك عقار المدرسة الى المحاكم الاسرائيلية بغرض الحصول على قرار بإخلاء المدرسة، الا ان المحكمة قررت تمديد فترة الاخلاء واعطاء مديرية التربية والتعليم في القدس مهلة حتى العام الحالي 2011 لتنفيذ هذا القرار، وذلك استجابة لطلب المحامي الذي جرى توكيله من قبل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، نظراً للصعوبة البالغة لعملية الاخلاء خلال فترة قصيرة كون المدرسة تضم اكثر من سبعمائة طالبة.

وأكد جبريل، خلال لقاء اذاعي للحقيبة الاخبارية التي تبثها PNN على أثير المحطات الشريكة، أن توافقاً في الآراء بات حالياً شبه جاهز مع صاحب العقار فيما يتعلق بقيمة الايجار السنوية وايضا بمدة الايجار، وان هذا التوافق جرى برعاية ديوان الرئاسة الفلسطينية، لافتا الى ان امورا غير اساسية بقيت في هذا الموضوع وسيجري تذليلها والوصول الى اتفاق بشأنها خلال الايام القادمة.

كما أكد أن لا صحة ابدأ لما أشيع بأنه وقّع على أمر أخلاء المدرسة الذي قيل أنه جرى تعليقه على باب المدرسة، وبأنه ينوي نقل عدد من الطالبات الى مدرسة أخرى قيد الانشاء، وقال: "هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق.. فمديرية التربية والتعليم في القدس تعاني من ضائقة النقص في الغرف الصفية.. فكيف لنا ان نخلي بناءً ونحن بحاجة الى كل غرفة والى كل سنتيمتر في مدينة القدس سيما وانه من الصعب جداً ايجاد بديل في هذه الظروف الصعبة وفي ظل الاجراءات الاسرائيلية التي تطال تراخيص البناء وتطال ايضا وجود الانسان في هذه المدينة". وأشار الى ان بعض الخلافات بين المالك والمستأجر قد تطفو على السطح وهذه يمكن حلها سيما وان العائلة صاحبة العقار، والتي يجري التحاور معها، هي عائلة مقدسية وتتفهم هذا الوضع جيدا.

وختم جبريل حديثه بالتأكيد على عدم وجود أي خلاف بينه -كونه يمثل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في القدس- وبين مالك العقار يمكن أن يدفع باتجاه نقل الطالبات او تشتيتهن. واضاف :" في هذا العام، نحن نفاوض صاحب العقار من أجل ان نبقى في المدرسة للسنوات القادمة ايضا انشاء الله".

للاستماع للمقابلة الاذاعية
https://app.box.com/s/yzivb6pvt53plzmnvi7b

ليست هناك تعليقات: