مرضى الهيموفيليا يطلقون صرخة استغاثة: لا أدوية في مستودعات وزارة الصحة

25-08-2011

محمد خالد
/ أطلقت الجمعية الفلسطينية لامراض نزف الدم صرخة استغاثة للمسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية بعد ورود العديد من الشكاوي اليها من قبل مرضى وعائلاتهم تفيد بأن العوامل المخثرة للدم (الفاكترز) التي تساعد على ايقاف النزف، منقطعة نهائياً في مشافي ومستودعات الوزارة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدة ان بعض المسؤولين في الوزارة يحاولون التهرب والقاء الكرة في ملعب الآخرين.

وقال جاد الطويل، رئيس الهيئة الادارية للجمعية، ان معاناة مرضى الهيموفيليا بدأت منذ بضعة اسابيع بعد اختفاء "العامل المخثر التاسع" من المشافي والمستودعات التابعة لوزارة الصحة وتلا ذلك اختفاء العوامل المخثرة الأخرى الامر الذي يهدد حياة العديد من المرضى. واشار الطويل -خلال لقاء اذاعي للحقيبة الاخبارية التي تبثها PNN بالتعاون مع الاذاعات الشريكة- الى ان هذه المعاناة اتخذت منحى اخر بتهرب المسؤولين في وزارة الصحة من العمل على وضع حل استراتيجي لمسألة توفير العلاج حيث حاول احد المسؤولين بالوزارة قبل بضعة ايام أن يرمي الكرة على الموردين لهذه الادوية.


واكد الطويل ان لا علاقة لجمعيته بالموردين بل بوزارة الصحة التي تقع على عاتقها مسؤولية توفير أفضل العلاجات من عوامل مخثرة وغيرها لمرضى الهيموفيليا على اعتبار ان هذا حق للمريض يفرضه ويكفله القانون الدولي الانساني والبروتوكولات الدولية. وقال: "نحن لا نريد العودة الى العلاجات البدائية التي كانت تستخدم في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي والتي تفتقر الى التركيز في نسبة الفاكتر الموجود فيها وتستوجب من المريض المكوث في المستشفى بشكل دائم خلال فترة العلاج".

وتطرق رئيس الهيئة الادارية للجمعية الفلسطينية لامراض نزف الدم الى طريقة التعاطي مع مرضى الهيموفيليا في المشافي الفلسطينية قائلا :"للأسف، لا يتم علاج مريض الهيموفيليا في هذه المشافي حسب البروتوكولات الدولية بل بـ "القطارة" كما نقول بالعامية، وكنتيجة لذلك فان الكثير من المرضى غير مندمجين في المجتمع ولديهم الكثير من الاعاقات في مفاصلهم وعضلاتهم واعضائهم الداخلية جراء عدم أخذهم الادوية المناسبة".

قضية شح الادوية الضرورية لعلاج مرضى نزف الدم هي قضية تاريخية تمتد الى زمن الاحتلال الاسرائيلي قبل مجيء السلطة الفلسطينية -كما يقول الطويل- "ولكن للأسف كان الحصول على العوامل المخثرة في تلك الفترة يتم بشكل أسلس وأسهل عما هي عليه الحالة اليوم، حيث كانت سيارات الاسعاف تأتي بالفاكترز الينا من المشافي في حال لم تتوفر هذه العلاجات في المستودعات او الصيدليات، بينما اليوم وحتى قبل عام او عامين يتوجه المريض الى المشافي او المستودعات ويعود الى منزله خالي الوفاض دون ان يحصل على العلاجات اللازمة".

وختم الطويل حديثه بالتأكيد على انه وعلى الرغم من ان قضية شح الادوية هي تاريخية الا انها "وصلت في الفترة الاخيرة الى حدِ لا يمكن السكوت عليه".

للاستماع للمقابلة الاذاعية
https://app.box.com/s/jb3mnpvpudcof384scee

ليست هناك تعليقات: