ليست طبيبة ولا صيدلانية لكنها سيّرت مشفىً حكومي بكفاءة عالية

السيدة ميسر منصور.. عام على تسنمها منصب مدير مستشفى درويش نزال الحكومي بقلقيلية

تاريخ النشر: 02 شباط 2010

محمد خالد / هل يتأتى لامرأة أن تقود مشفى بجميع طواقمه وبكامل احتياجاته وبالكفاءة المطلوبة ؟ وكيف لها ذلك وهي ليست طبيبة بالأصل ولا تعرف عن الطب الا بمقدار معرفة غالبيتنا بعلم الذّرة ؟ ولمَ كسر القاعدة والخروج عما جرت عليه العادة وألفته المشافي الفلسطينية منذ نشأتها بانحسار الادراة فيها على فئة الأطباء فقط دون غيرهم ؟ هذه التساؤلات والتخوفات أثارها قرار وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي قبل نحو عام بتعيين السيدة ميسر منصور مديراً لمشفى الدكتور درويش نزال الحكومي بمدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.

قرارٌ نبع من منطلق ضرورة إعطاء المرأة الفلسطينية دور في القيادة والبدء بتطبيق ذلك في مؤسسات وزارة الصحة والمشافي التابعة لها، وفي إطار الهيكلية الجديدة للمشافي والتي اعتمدها مجلس الوزراء وأخذت بعين الاعتبار ضرورة تفرغ الأطباء الأخصائيين لخدمة المرضى في مجال تخصصاتهم بدلاً من إثقال كاهلهم بأعباء الادراة، بحسب ما قاله المدير العام للادراة العامة للمستشفيات في وزارة الصحة الفلسطينية، د. نعيم صبرا.

وبعد مرور عام على اتخاذ قرار تعيين السيدة ميسر مديراً لمشفى قلقيلية الحكومي، وصف د. صبرا هذا القرار بأنه كان صائباً على الرغم من عدم كون السيدة ميسر طبيبة أو صيدلانية، معتبراً تجربة تعيينها في هذا المنصب ناجحة بكل المقاييس ويتوجب تعميمها على كافة المشافي وعلى مؤسسات السلطة الفلسطينية الأخرى سيما وأن المشفى شهد خلال فترة ادارتها له تطوراً نوعياً من حيث البنية التحتية والخدمات المقدمة للمرضى. وقال بأنها "أثبتت خلال تجربتها في ادارة المشفى تفانيها في العمل ودأبها المتواصل على تطوير المشفى بكافة أقسامه".

وقد تقاطعت وجهة نظر د. صبرا والسيدة ميسر في اعتبار ردود الفعل والتخوفات في أوساط المواطنين وأيضاً العاملين في الحقل الصحي والتي أثارها قرار وزير الصحة بأنها مشروعة، الا ان السيدة ميسر اعتبرت هذه التخوفات التي نجمت عن قرار تعيينها في هذا المنصب نابعة من " طبيعة النفس البشرية التي تقاوم التجديد وتخشى من عدم نجاحه وبالتالي تبدي عدم استعداد للمخاطرة ". ووصفت السيدة ميسر تجربتها هذه في ادارة مشفى قلقيلية الحكومي بأنها " فريدة من نوعها ومهمة في حياتها الى جانب كونها جديدة عليها"، معربة عن ارتياحها "للنتائج التي حققتها خلال عام كامل من ادارتها للمشفى ولردود الفعل الممتازة في اوساط المواطنين والمرضى للخدمات المقدمة ولكيفية تقديمها".

تجربة جديدة لعلها الاولى من نوعها في المشافي الفلسطينية، وحظيت بدعم ورعاية صناع القرار في وزارة الصحة الفلسطينية ولاقت النجاح المنشود، وهذا لم يكن ليتأتى الا بفضل "النشاط المتفاني" للسيدة ميسر- بحسب وصف د. صبرا- بعد إدارتها مشفى الطوارئ الذي شكل نواة المشفى الجديد لمدة ثماني سنوات، وايضاَ بفضل "الطواقم والكوادر العاملة في المشفى الذين ساهموا كذلك في رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى" والذين اشادت السيدة ميسر بجهودهم في تحقيق الانجازات والتطورات التي شهدها المشفى منذ افتتاحه قبل نحو عام.

"تطورات كثيرة وملحوظة"، كما وصفتها السيدة ميسر. فالمشفى قديما - قبل ان تتسلم السيدة ميسر ادراته- لم تكن مساحته تتجاوز (500) خمسمائة متر مربع، بناؤه ضيق ولا يتسع لأكثر من عشرة أسرّة. وعندما تم افتتاح المشفى الجديد كانت المساحة أكبر والأقسام متعددة الا انها كانت جميعاً معطلة باستثناء قسم الجراحة. وبعد استلامها الادارة، تم افتتاح جميع الأقسام وتشغيلها بكفاءة عالية، كما تم توظيف العديد من الكوادر الطبية والفنية والادارية لغالبية الأقسام التي قدمت خدماتها لجمهور المرضى والمراجعين.

فكرة أن يكون مدير مشفى ليس بطبيب تحولت الى تجربة أضحى عمرها عام كامل، والتجربة -كما يقولون- خير برهان للتأكيد على ان المرأة الفلسطينية قادرة على قيادة أكثر القطاعات حيوية مهما بلغت درجة صعوبتها.

للاستماع للمقابلة الاذاعية
https://app.box.com/shared/i2bmtg4aia

ليست هناك تعليقات: