إنتبهوا يا سادة: تدهور ملحوظ وتدنٍ في نوعية التعليم في فلسطين

17-03-2011

محمد خالد / خاص/...الأسلوب البنكي هو الأسلوب المتبع في المدارس الفلسطينية وهناك غياب للأسلوب الحواري والتعلم النشط داخل أروقة المدارس... مشاركة الطلبة في العملية التعليمية لا تتعدى الاستماع في معظم الصفوف أو الإجابة على أسئلة المعلمين في أحسن الأحوال...المعلمون أنفسهم يعانون من ظاهرة الاحتراق الوظيفي ومن انخفاض الدافعية للعمل، وغير راضين عن نظام التعليم وعن الرواتب التي يتقاضونها...معظم الطلبة لا يحبون الذهاب الى المدرسة وغالبية المدارس تحولت الى مجرد حاضنات لقضاء الاوقات فقط ولا تلبي احتياجات الطلبة بالحد الأدنى...

مؤشرات خطيرة تجلّت في النتائج التي خرجت بها دراسة حديثة حول تشخيص واقع نوعية التعليم في فلسطين، أعدتها الباحثة التربوية والمشرفة الأكاديمية في جامعة القدس المفتوحة د. سائدة عفونة، وكشفت عن تدهور ملحوظ وتدنٍ في نوعية التعليم في مدارسنا الفلسطينية، ودقت ناقوس الخطر أمام القائمين على العملية التعليمية برمتها لتقول لهم: لماذا نبقي عيوننا مغلقة أمام الحقيقة ..؟ آن الأوان للوقوف ومراجعة السياسات التربوية وإجراء تغيير شامل في النظام التعليمي والتربوي ...! آن الأوان لأن تتحول قضية التعليم الى قضية مجتمعية يشارك فيها الجميع وأن لا تبقى مسؤولية وزارة التربية والتعليم فقط والتي لا يمكن لها أن تكون العقل المخطط والعقل المنفذ والعقل المقيّم في ذات الوقت...!.

وتشير معدة الدراسة د. سائدة الى ان المسؤولين في وزارة التربية والتعليم والعاملين التربويين على علم واطلاع بنتائج هذه الدراسة ويحاولون بذل جهودهم، لكنها قالت: " اعتقد انهم لوحدهم لا يستطيعون ولذلك يتوجب عليهم ان يغيروا السياسات المتبعة في العملية التعليمية ... هم وضعوا فلسفة المناهج وهم نفذوا هذه الفلسفة وهم من يقيمها، وهذا فيه خلل كبير". واضافت ان التقرير الذي تضمن نتائج الدراسة قد وصل لوزارة التربية والتعليم ولحد الآن لا يوجد اي مؤشر يدل على ان هناك اي اجراء سيُتخذ بهذا الموضوع.

وترى د. سائدة ان قضية التعليم يجب ان لا تبقى عبئاً على كاهل وزارة التربية والتعليم لانها لا تستطيع لوحدها القيام بهذه المسؤولية، بل يجب ان تتحول الى قضية مجتمعية من خلال بعض المقترحات والتي يقف على رأسها تشكيل مجلس أعلى للتعليم يساهم في الاضطلاع بهذه المسؤولية، اضافة الى نشر التوعية بين جميع شرائح المجتمع بقضية التعليم والمخرجات التربوية التي نريدها، لتتحد بذلك كافة هذه العناصر في الاجابة عن التساؤل الذي يعرّف الفلسفة والرؤية التربوية، وهو: "إحنا وين رايحين في التعليم......!؟

نتائج ومؤشرات هذه الدراسة -التي أجريت بتكليف من الإدارة العامة لجودة الأداء الحكومي في مجلس الوزراء- ليست بجديدة، وتتقاطع مع نتائج العديد من الدراسات المماثلة التي تم اجراؤها في فلسطين، وان كانت مختلفة من حيث المنهجية المتبعة. فالمنهجية التي أتُبعت في اعداد هذه الدراسة -بحسب ما تقوله د. سائدة- كانت عبارة عن تكامل ما بين مجموعة من الادوات النوعية والتي بدأت بتحليل نحو 15 وثيقة صادرة عن وزارة التربية والتعليم تتضمن الخطط الاستراتيجية وغيرها، ومن ثم عقد لقاءات ومقابلات مع كبار المسؤولين ومتخذي القرار في الوزارة للاجابة عن جملة التساؤلات التي افرزتها عملية دراسة وتحليل الوثائق والتقارير، وانتهت في الميدان من خلال مشاهدات صفية شملت المدارس الحكومية والخاصة ومدارس وكالة الغوث، ولقاءات مع معلمين ومشرفين، تلاها التئام مجموعات بؤرية شارك فيها نحو اربعين شخصية تربوية واكاديمية من الجامعات المختلفة، ومعلمين ومشرفين وممثلين عن وزارة التربية والتعليم، لمناقشة المحاور التي تم الخروج بها من التحليل الاولي.

للاستماع للمقابلة الاذاعية
https://app.box.com/shared/ea7g7ud1ez

ليست هناك تعليقات: