100 مليون دولار لاستكمال تزوير هوية القدس في ظل حصانة يمين متطرف وضعف عربي

29-05-2011

محمد خالد/ اكد د. حسن خاطر، الامين العام للجبهة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، ان اعلان حكومة الاحتلال الاسرائيلي الذي سيتم اليوم بشأن تخصيصها ميزانية اضافية قدرها 100 مليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة تحت مسمى "دعم اقتصاد مدينة القدس"، يحمل في طياته جملة من المخاطر ويأتي بغرض استكمال تزوير هوية المدينة المقدسة.

واوضح د. خاطر- في حديث لـ PNN- ان هذا الاعلان سيأتي في ظل حدث كبير وخطير يتمثل بالاحتفال الخاص الذي ستقيمه الحكومة الاسرائيلية في مسجد قلعة النبي داود في حي الأرمن داخل البلدة القديمة، وتحويل هذا المسجد رسمياً الى متحف تحت اسم " متحف قلعة داود" لمناسبة الذكرى الـ 44 لاحتلال شرق المدينة المقدسة، حيث قال: " هذا المسجد هو اسلامي محض ومنذ سنوات طويلة وهو مرتبط بتاريخ المدينة ولا يمكن ان يتحول بين ليلة وضحاها الى متحف للاحتلال... فهذا تطور خطير جداً ان تتحول مقدسات المسلمين الى متاحف وان يتم التلاعب بهوية المدينة وبمقدساتها تحت حجج ومسميات قد تبدو جميلة في نظر العالم ولكنها في واقع الامر خطيرة جدا لأنها تهدف الى طمس الهوية الحقيقية للمدينة المقدسة".

وبحسب الدكتور خاطر، فان مبلغ الـ 100 مليون دولار هذا يهدف الى استكمال وتدعيم تزوير مدينة القدس من خلال دعم المشاريع التي تنفذ اليوم فعليا في داخل المدينة المقدسة والتي كما يلاحظها اهل المدينة وزائروها، " فأسوار المدينة يتم تغطيتها بشوادر وتُجرى عليها اعمال تزوير وتغيير وتبديل واعادة رسم جديد لواجهة القدس بصورة عامة والبلدة القديمة بشكل خاص تمهيدا لاعطائها ملامح جديدة مستمدة من خيالات واوهام الاحتلال الذي يسعى لتغيير كل شي سواء على اسوار المدينة او حول الاسوار او داخلها".

وفي حال اكتمال هذه المشاريع -بحسب ما يقوله د.خاطر- فان مدينة القدس ستخرج بصورة غريبة لم نعهدها، غريبة عن تاريخها وهويتها، وفيها الكثير من التزوير ومن بصمات الاحتلال الذي يهدف في نهاية المطاف الى تحويل المدينة المقدسة الى  مدينة يهودية بطابع يهودي ومستوطنين يهود على حساب الطابع الحقيقي العربي والاسلامي، وعلى حساب المواطنين المقدسيين.


حصانة لليمين المتطرف ووهن عربي
اعلان الحكومة الاسرائيلية عن هذا المخطط الجديد لتهويد القدس والذي يتبناه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، يأتي توقيته -بحسب ديمتري دلياني، الناطق باسم حركة فتح في القدس- بعد الخطاب الذي القاه نتنياهو امام الكونغرس الاميركي وعدم صده من قبل الادارة الاميركية ووضع حدود له الامر الذي اعطى مؤشرا لليمين الاسرائيلي المتطرف بانصاره والفاعلين فيه لأن يفعلوا ما يحلو لهم ما دام عندهم هذه الحصانة التي وفرها لهم خطاب نتنياهو في ظل حالة الضعف والوهن العربي.

ويقول دلياني- في حديثه لـPNN- ان المبلغ الذي سيتم الاعلان عنه اليوم تحت مسمى "دعم اقتصاد مدينة القدس"، خاصة في المجال السياحي ودعم المحور البحثي في مدينة القدس، ودعم مخططات في منطقة الحائط الغربي للمسجد الأقصى، بحسب ما اوضحت وسائل الاعلام الاسرائيلية، يأتي من جهة رسمية زادت من ميزانيتها لاعمال التهويد بينما هناك العديد من الجهات الخاصة والجمعيات والمؤسسات الاخرى التي لا تتبع للحكومة اصلا او تتبع لأفرع اخرى من الحكومة لها موازنات شبيهة وربما تفوق هذا المبلغ، وجميعها تصب لتحقيق ذات الغرض.

وكل هذا -بحسب الناطق باسم فتح في القدس-ينتظر رداً والتزاما عربيا، وتطبيقا لما وعدت به الدول العربية في قمة سرت السابقة والتي تكاد ان تسقط بينما الامة العربية لم توفي بما وعدت به للقدس ولأهلها.

ليست هناك تعليقات: