طالبات لم يتجاوزن سن 16 يؤسسن شركة لإقامة الأمسيات الفنية والثقافية في الأراضي الفلسطينية

18-03-2008

محمد خالد /
تسعة عشر طالبة فلسطينية في المدرسة الاسبانية بمدينة رام الله بالضفة الغربية لم تتجاوز أعمارهن السادسة عشرة، نجحن بتحويل حلمهن إلى حقيقة واقعة بإقامة شركة لإحياء الأمسيات الفنية والثقافية في الأراضي الفلسطينية. المهام المختلفة للشركة وزعت بين الطالبات أنفسهن إذ عملن على انتخاب مجلس إدارة للشركة بدأ العمل فعليا بإحياء أمسيات ثقافية بمشاركة فرق فنية محلية وشعراء جدد.

وقد نظمت الشركة السبت الماضي أمسية فنية في قاعة مسرح وسينماتك القصبة برام الله شارك فيها طلاب مركز الكمنجاتي لتعليم الموسيقى بعزف لمجموعة من أغاني المطربين اللبنانيين مارسيل خليفة وفيروز. وشملت الأمسية فقرة للدبكة التراثية قدمها طلاب وطالبات مدرسة الإنجيلية اللوثرية في رام الله، إضافة لفقرة لتقليد أصوات معظم القيادات السياسية الفلسطينية بمن فيهم الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس وتقليد عدد من مقدمي البرامج على الفضائيات العربية أداها الشاب احمد فحل الذي قلد أيضا خلال الأمسية الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت.

وقالت مدير عام الشركة، مريم نواره (16 عاما)، "حاولنا أن نبرهن أن لدينا طاقات وقدرات لنظهرها في المجتمع وان النجاح الذي حققته هذه التجربة من خلال عدد الحضور في الأمسيات التي تم تنظيمها يعطينا تشجيعا وأملا بأننا نسير على الطريق الصحيح، كما أن هذه التجربة ستفتح الأبواب أمام المواهب الشابة للمشاركة في الأمسيات والنشاطات وتقديم ما لديهم للجمهور الذي هو بحاجة إلى الفن". وتابعت قائلة " نحن نطمح أن نستضيف في المستقبل فرقا فنية ومطربين مشهورين لإحياء أمسيات فنية في فلسطين".

هذا وسبق للشركة أن نظمت أمسية شعرية لإحياء ذكرى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود عبد الرحيم بمشاركة مجموعة من الشعراء الفلسطينيين الجدد الذين قدموا مجموعة من قصائدهم الجديدة إضافة إلى قراءة مجموعة من قصائد الشاعر الراحل.

وأضافت الطالبة نوارة " قررنا أنا وزميلاتي في الصف الحادي عشر أن نقيم هذه الشركة بعد أن درسنا مجموعة أفكار كانت بمجملها تركز على الجانب الربحي المادي ومن بينها فكرة صناعة المخللات وترويجها في المجتمع، وفكرة أخرى تتعلق بتنسيق الحدائق ولكننا في النهاية اخترنا الفكرة الأكثر قبولا والتي سوف تمزج بين الربح المادي والمعنوي وهي إنشاء هذه الشركة". وأضافت " من الصعب تحقيق أرباح من تنظيم أمسيات ثقافية وفنية بسبب الأوضاع التي يمر بها شعبنا ولكن إيماننا أن مشروع ترسيخ الثقافة والفن مشروع سامٍ يمكن مع الوقت أن يحقق النجاح المرجو".

عن هذه التجربة يتحدث زيد عبد الحليم، المشرف على شركة أمسيات للثقافة والفنون قائلا:" نحن منذ البداية مدركين مدى صعوبة هذه الفكرة ولكن حاولنا أن نتعاون مع المراكز الثقافية حيث قدم لنا مركز خليل السكاكيني القاعة بشكل مجاني لإقامة أمسية شعرية استضفنا خلالها أربعة شعراء مواهب في شهر شباط الماضي، كما قدم لنا مسرح القصبة القاعة مجانا لإقامة أمسية فنية باستضافة مراكز فنية مثل الكمنجاتي ودبكة اللوثري وذلك بسبب إيمانه بالفكرة واقتناعه بالدور التي تقوم به الشركة. وأضاف أن العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية التي قامت الشركة بزيارتها أبدت أيضا بدورها تعاونا ودعما معنويا.

وكشف عبد الحليم انه فخور بهذه التجربة التي يعمل فيها متطوعا ضمن مشروع انجاز وهو مشروع يعنى بطلبة المدارس ولديه عدة برامج ومن ضمنها برنامج إنشاء شركة، مشيرا إلى أن مدة المشروع الذي بوشر به في كانون الأول الماضي هي أربعة أشهر فقط ولذلك " قررنا أن نستغل هذا الحدث خلال أربعة شهور وان نقدم انجاز معنويا وماديا في نفس الوقت واستطعنا بالربح المعنوي أن ننشر الثقافة الرائدة والفن الأصيل للفئات المستهدفة وهي طلبة المدارس بشكل خاص، كما حققنا ربحا ماديا... وهذه كانت رسالة الشركة".

أما بالنسبة للدور الذي لعبته المدرسة الاسبانية في دعم هذه الفكرة، قال عبد الحليم " المدرسة الاسبانية معنية بطالبات الصف الحادي عشر بان يكن رائدات لطالبات أخريات وقدوة لهن وقدمت كل الدعم لطالباتها حيث وفرت قاعة خاصة يتم فيها تقديم حصص وكانت تشجع الطالبات على حضور هذه الحصص ودعمهن أيضا من ناحية الحضور بالأمسيات، كما دعمت طالباتها بالدعاية الإعلامية لهن في مدارس خاصة وحكومية أخرى.

ليست هناك تعليقات: