كوميديا وبس... مسلسل تلفزيوني ينتجه ثلاثة فتية في مدرسة الفرندز بجهود ذاتية

05-11-2009

محمد خالد / لا أواصر الاخوة والصداقة التي تربطهم، ولا ذات المدرسة التي يرتادونها هي التي جمعت ثلاثتهم ووحدت جهودهم في هذا العمل المشترك، بل تلك الموهبة الخلاقة والطاقة الابداعية الكامنة في أعماق نفوسهم وتفكيرهم هي التي أوجدت بينهم رباطا وثيقاً ألّف بينهم ورسم لهم معالم الدرب الذي أحبوا. اختاروا درب الكوميديا متنفساً لما تجيش به خلجات نفوسهم وبنات أفكارهم والتي وان كانت بعد في عمر الزهور، الا أن الطموح الواعد الذي يلفها ارتقى بها الى درجة تحاكي تلك التي يتمتع بها المبدعون الكبار.

ثلاثة فتية أصغرهم في الرابعة عشرة من العمر وأكبرهم بزيادة عام واحد عن ذلك. صغار بسنهم وكبار بنهجهم ... الشقيقتان ربيكا ومونيكا قاعود، والفتى ربيع الحاج عبد، يحثون الخطى لاخراج حلقات مسلسل اتخذ من الكوميديا طابعا له الى حيز النور.

الفكرة نبتت منذ زمن ليس ببعيد، عندما اجتمع ثلاثتهم قبل نحو ثلاث سنوات في مسرح عشتار بمدينة رام الله للعب ادوار في بعض المسرحيات الكوميدية، عندها تخاطرت الى أذهانهم فكرة عمل سكتشات كوميدية يشترك فيها ثلاثتهم لتأخذ طريقها الى شاشات التلفزة.

بطولة مطلقة استحوذ عليها الفتية الثلاثة في هذا المسلسل الذي حمل عنوان "كوميديا وبس"... هم من قاموا بالتمثيل، التصوير، المونتاج والاخراج، اما كتابة نصوص الحلقات والسيناريو فهي من اختصاص ربيع الذي تعلم كتابة السيناريو بجهوده الفردية من خلال الاطلاع على نماذج مكتوبة لسيناريوهات افلام مصرية منشورة على شبكة الانترنت، وبمساعدة الكاتب الاردني محمود البيك الذي ساهم في اعطائه ايضاحات حول كيفية كتابة السيناريو والحوار.

اما عملية التصوير فقام بها الفتية الثلاثة وحدهم دون مساعدة احد وبامكانيات متواضعة لا ترتقي لأكثر من كاميرا منزلية يقوموا بتثبيتها بالشكل المطلوب كي تجمعهم عدستها في اللقطات التمثيلية التي يؤدونها، وفي حال كان المشهد يتطلب فقط اثنين منهم فإن الثالث عندها يتولى مهمة التصوير بنفسه.

الحلقة الثانية من هذا المسلسل حملت عنوان "الوظيفة" وقد جرى مؤخراً الانتهاء من تصويرها وعمل المونتاج اللازم لها. أما الحلقة الاولى والتي حملت عنوان "فندق آخر زمن" فكان الثلاثي قد باشروا بتصويرها اواخر الشهر الماضي في فندق انكرز سويتس برام الله بحضور المؤلف والممثل الرئيسي في المسلسل الكوميدي الساخر "وطن على وتر"، الفنان الفلسطيني عماد فراجين، الذي ابدى اعجابه بهذه التجربة الشبابية واستعداده لدعمها بكل السبل، وايضا مشاركته كضيف شرف في هذا المسلسل في حال دُعي لذلك. واعتبر الفنان فراجين ما يقوم به هؤلاء الفتية بمثابة امتداد لما يقوم به الجيل الاكبر سنا من طرح لقضايا المجتمع وملامسة حياة الناس، الامر الذي يستوجب الاهتمام والدعم والمساندة.

وبعد الانتهاء من تصوير ومونتاج اول حلقتين من هذا المسلسل، ينتظر ربيع ورفاقه موعدا يوم الاحد القادم مع مخرجة برنامج "فلسطين هذا الصباح" الذي يبث على شاشة تلفزيون فلسطين من اجل تقييم هذه الحلقات والاتفاق على مواعيد عرضها. وكان تلفزيون فلسطين قام خلال شهر رمضان الماضي بعرض حلقات من مسلسل آخر قام ربيع باعداده وبالتمثيل فيه وحده، وحمل اسم " دوت كوم ... لحل مشاكلكم".

مخرجة برنامج "فلسطين هذا الصباح" السيدة سلوى ابو لبدة ابدت استعدادها لبث حلقات الفتية الثلاثة ضمن فقرات برنامجها من منطلق تشجيعها لهم سيما وانه سبق وجرى بث اعمال لهم على شاشة التلفزيون كانوا أعدوها بانفسهم. وقالت انه من المهم تشجيع هؤلاء الشباب الصغار الذين يتمتعون بالمقدرة على التفكير بالاعداد وبطريقة الاخراج معتمدين على كاميرا منزلية لتصوير حلقاتهم وعلى اجهزة الحاسوب الخاصة بهم لعمل المونتاج اللازم لها.

كوميديا وبس، حلقاته لا تتجاوز مدة أطولها زمناً ثماني دقائق... وهدفه فقط اضحاك المشاهد من خلال سكتشات لم تحمل في طياتها اي طابع سياسي او نقدي، انما كوميديا خالصة مبتعدة عن تقليد مسلسلات اخرى تحمل الطابع ذاته، كما يقول ربيع. ويطمح الفتية الثلاثة بان تلقى مبادرتهم الذاتية هذه الاهتمام والانتشار المناسبين، ويحدوهم الأمل بأن يخرجوا بمسلسل يعرض على الفضائيات ويلقى التشجيع والدعم من قبل شركات الانتاج المختلفة.

للاستماع للتقرير الاذاعي
https://app.box.com/shared/77lcgt9trr


تم نشر التقرير ايضا على موقع ميدل ايست اونلاين


ليست هناك تعليقات: