اكبر منحوتة من الصلصال في فلسطين في طريقها الى الانجاز قريباً

18-07-2009

محمد خالد / دخلت عملية انجاز اكبر منحوتة من الصلصال في فلسطين مرحلتها الثالثة والاخيرة قبل تعليقها في منتصف شهر سبتمبر/ ايلول القادم في كل من مدينتي القدس ورام الله بالضفة الغربية.

عمل ضخم يشارك فيه عشرة فنانين تشكيليين فلسطينيين اجتمعوا منذ نحو اربعة اشهر في الورشة الفنية المفتوحة للثقافة والفنون في قرية كوبر للتعبير عن قضايا النساء بطريقة كسرت انماط الوسائل التقليدية من خلال هذا المشروع الذي حمل عنوان "احتفالية الفن بالمراة الفلسطينية في الثقافة والادب".

خمسة شباب وخمس صبايا، يمثلون جميع مناطق فلسطين التاريخية بما فيها الجولان المحتل، واغلبهم يتعاملون لاول مرة مع مادة الصلصال. وقد جرى انتقاء هؤلاء الفنانين في مسابقة تم الاعلان عنها في الصحف المحلية ومن خلال وسائل الاعلام. لم يشترط منظمو المسابقة ان يكون لدى هؤلاء الفنانين اي خبرة سابقة في مجال النحت؛ ولهذا السبب تم تنظيم ورشات عمل لهم لمدة اسبوعين بمشاركة ثلاثة فنانين اوروربيين تم اختيارهم ايضا من بين 176 فنانا اوروبيا تقدموا للمشاركة في هذا المشروع الذي تم اعتماده من قبل الهيئة المشرفة على نشاطات وفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009.

هذا ما كشفه لنا الفنان مازن سعادة، المنسق الفني للورشة في حديث اذاعي خلال الحقيبة المحلية التي تبثها وكالة ال PNN عند منتصف اليوم على اثير عدد من المحطات الاذاعية المحلية. وقال سعادة ان هذا المشروع كان في الذهن منذ العام الماضي الا نه بوشر بتنفيذه مؤخرا بعد الحصول على التمويل اللازم سيما وانه يتطلب تكاليف مالية عالية. وبحسب سعادة فانه " تم الانتهاء من مرحلة تشكيل الجدارية ونحن الآن في المرحلة الثالثة والاخيرة وهي شوي القطع الفنية التي تتكون منها الجدارية، وستمتد هذه المرحلة من 15 آب الى 15 ايلول القادم وهو موعد تركيب الجدارية في موقعين: القدس ورام الله".

مزج بين الثقافة باشكالها وبين الفن
كل واحد من الفنانين العشرة المشاركين في هذا العمل الذي يعد تجربة هي الاولى من نوعها في فلسطين والشرق الاوسط، توجب عليه في البداية ان يختار نصا مكتوبا لكاتبة فلسطينية سواء كان قصة قصيرة او رواية او قصيدة، ومن خلال جملة النصوص التي وقع الاختيار عليها من قبل الفنانين انفسهم استوحى الفنانون التشكيلات البصرية وقاموا بالتعبير عنها من خلال اعمالهم النحتية التي تتشكل منها هذه الجدارية كون هدف المشروع ببساطة هو المزج بين الثقافة بكل اشكالها ممثلة هنا بالكتابة، وبين الفن وهو النحت.


التحدي الاكبر امام عمل تشكيل بصري واحد
لكل من الفنانين المشاركين في هذا العمل النحتي نمطه واسلوبه الخاص والمختلف عن انماط زملائه الامر الذي شكل تحديا كبيرا لعمل تشكيل بصري واحد متفق عليه من قبل الجميع سيما وان الجدارية مكونة من 38 قطعة، ويتوجب على كل فنان منهم انجاز عدد من هذه القطع. هذا التحدي تم التغلب عليه وتجاوزه بنجاح خلال هذا التعاون الفني الجماعي الذي وصفته الفنانة التشكيلية عفاف عمر- وهي احدى المشاركات في الجدارية - بانه كان رائعا وايجابيا، لافتة الى انه ليس من السهل ان تتجانس الوان كل فنان مع الوان زملائه في جدارية واحدة سيما وان لكل منهم اسلوبه ولونه الخاص به.

وختم الفنان سعادة بالقول :" حاولنا من خلال هذا الانجاز الفني ان نعمل هذا التواصل العاطفي والثقافي والتاريخي مع مدينة القدس، وان نعبر عن رغبة القدس وتطلعها لان لتكون جزءً من المجتمع الفلسطيني والذي احد تعبيراته بالتاكيد هو مدينة رام الله".



ليست هناك تعليقات: