تعذر التصدير الى اوروبا اصاب زراعة الزهور في غزة بنكسة كبيرة

14-02-2008

محمد خالد / اضحت الزهور التي كان يفترض ان تزين ايدي العشاق في يومهم هذا الذي يسمى "عيد الفالنتاين"، طعاما للماشية في قطاع غزة لتعذر تصديرها الى اوروبا بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه سلطات الاحتلال على القطاع واغلاق معابره الأمر الذي ادى الى تلف هذه الزهور. وبينما كان يتم تصدير 65 مليون زهرة من قطاع غزة الى الدول الاوروبية يقدر عائدها على القطاع ب 13 مليون دولار، بدأ المزارعون باقتلاع شجيرات الورود التي تذهب زراعتها دون مردود بعد نهاية موسم تصدير الورود الى اوروبا وعدم القدرة على التصدير.

وقال محمود خليل، رئيس جمعية اصحاب التوت الارضي والزهور في قطاع غزة، " الزهور التي كان من المفترض ان تصدر في عيد العشاق اليوم الى اوروبا نقدمها وجبة مجانية للمواشي والابقار لأننا لا نجد احدا يأخذها". واضاف انه كان من المفروض ان يتم تصدير 60 الى 65 مليون زهرة هذه السنة يقدر عائدها على المزارعين بنحو 13 مليون دولار، مشيرا الى الخسارة التي لحقت ايضا بمزارعي التوت الارضي التي تقدر بنحو ثمانية ملايين دولار.

وكانت جمعية بيت لاهيا والجمعية التعاونية الزراعية قررت مطلع الاسبوع ايقاف زراعة الزهور والورود في قطاع غزة لتعذر تصديرها الى اوروبا بينما حذر احمد الشافي المتحدث باسم مزارعي الورود في قطاع غزة في مؤتمر صحفي من انه "اذا لم تحل مشكلة تصدير المنتجات الزراعية فستحل كارثة زراعية بقطاع غزة موضحا ان "قيمة الخسائر في القطاع الزراعي ستصل الى حوالي 15 مليون دولار.

وأكد خليل وجود نية للتوجه بدعوى قضائية الى محكمة العدل العلية الاسرائيلية حيث تم فعلا توكيل محامي بهذا الخصوص تلقى حتى الآن مبلغ 36 الف دولار من اجل الحصول على تعويضات للمزارعين عن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم موضحا ان الديون المترتبة على المزارعين للمشاتل الاسرائيلية تصل الى ملايين الدولارات. وقال " زودونا بالاشتال وكل مستلزمات التصدير وقمنا باعطاء شيكات للمشاتل الاسرائيلية مقابل ذلك والآن حان موعد تسديدها ونحن لا يمكننا سداد هذه الديون بسبب اقفال باب التصدير في وجوهنا". وتساءل خليل:" لماذا لا يتم فتح المعابر امام سيارات الزهور للخروج الى خارج القطاع في الوقت الذي نراها مفتوحة امام عملية دخول او خروج العديد من المنتجات الاخرى ... لماذا يتم معاقبتنا بهذا الشكل ...؟".

ووجه رئيس جمعية اصحاب التوت الارضي والزهور في قطاع غزة نداءاً الى الرئيس محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض للوقوف الى جانب هؤلاء المزارعين خوفا من ان تلحق بهم كارثة محققة في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن. كما وجه مناشدة الى وزير الزراعة د.محمود الهباش لتقديم مساعدة عاجلة للمزارعين في قطاعي زراعة الزهور والتوت الارضي اللذين يعتبران من فروع التصدير الرئيسية في غزة للحيلولة دون انهيار هذين القطاعين.

ولا يختلف وضع ماجد ابو حدايد، المزارع الذي يملك 130 دونما من زهور القرنقل الامريكي عن بقية المزارعين حيث قدرت الديون التي ترتبت عليه لهذا الموسم بمليون ونصف المليون دولار حيث قال :"خسارتنا هذا العام كبيرة جدا ولا يتصورها عقل.. نحن في نكسة حقيقية ومصيبة كبيرة جدا لأننا لا نستطيع تعويض خسارتنا من السوق المحلي في قطاع غزة حيث الوضع الاقتصادي للسكان متردي وهم يبحثون عما يسد رمق عائلاتهم من الحاجات الاساسية الضرورية ولا يبحثون عن الزهور".

واضاف حدايد" سأضطر في نهاية المطاف الى دخول السجن بسبب الديون التي تراكمت على كاهلي كمستحقات للعمال والشركات التي اتعامل معها وايضا مقابل الكهرباء والمواد الكيماوية والمبيدات وغيرها... ولا استطيع تسديد هذه الديون بأي شكل من الأشكال في ظل الوضع الحالي الا اذا قامت السلطة الفلسطينية والرئيس ابو مازن بتقديم المساعدة لنا كمزارعين لنعود للوقوف على ارجلنا من جديد والاستمرار في مجال عملنا في الزراعة ". ونوه حدايد الى عدم وجود اي محاولة لاغاثة المزارعين المنكوبين من قبل مؤسسات اجنبية او محلية لأن " جميع المؤسسات والناس هنا يحملون العديد من المشاكل بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض عليهم، فاغلب الناس في غزة مهمومة بسبب هذا الحصار الظالم الذي يدمر كل شيء بما فيه قطاعي الزراعة والصناعة ايضا".

واشار الى ان المزارعين في قطاع غزة يصدرون منتجاتهم من الزهور الى هولندا بدون ضرائب او جمارك ضمن كوتا مخصصة مشيرا الى ان تدمير زراعة الزهور والفراولة يعني تدمير نحو 500 دونم من الزهور و 2500 دونم من الفراولة الامر الذي سيؤدي الى انضمام 10 الى 15 الف عامل الى جيش العاطلين عن العمل يعيلون نحو 30 الف عائلة.

وكما يقولون "مصائب قوم عند قوم فوائد " فان اقفال الباب امام مزارعي الزهور لتصدير منتجاتهم هذا الموسم الى اوروبا ادى الى وجود فائض ووفرة ليست معهودة في الزهور في اسواق غزة وتدني سعرها بشكل ملحوظ الامر الذي دفع بالكثيرين في هذا اليوم للاقبال على شرائها واهدائها لأحبابهم وذويهم.

ويقول ايهاب ابو النيل - صاحب محل سوليتير لبيع الزهور بمدينة غزة - "هناك اقبال جيد على شراء الزهور في غزة، فالاسعار متدنية حيث وصل سعر باقة الورد هذا الموسم الى نصف ثمنها الاصلي " مشيرا الى ان زهور القرنفل الامريكي باتت الوحيدة الموجودة في محلات الورود في غزة على عكس السنوات الماضية التي كانت تكتظ بجميع الانواع والالوان. ويعترف ابو النيل بوجود انتعاش في محلات بيع الزهور بالرغم من النكسة التي اصابت المزارعين وقال "نعم تاثرنا من حيث السعر بسبب كثرة الورد وعدم تصديره للخارج ... نحن انتعشنا كأصحاب محلات وبسبب كثرة الورد فقد استفدنا ".

ليست هناك تعليقات: