شبكة الانترنت تستضيف المؤتمر الالكتروني للثقافة الفلسطينية

01-08-2008

محمد خالد / بمبادرة هي الأولى من نوعها لعموم فلسطين والعالم العربي، تآلف في إخراجها للنور مجموعة من رواد الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع إتحاد كتاب الانترنت العرب / فرع فلسطين، والاتحاد العام للمراكز الثقافية في فلسطين، تنطلق السبت القادم، عبر الوسائط الالكترونية على شبكة الانترنت، فعاليات مؤتمر الثقافة الفلسطينية الاول لعام 2008 وذلك في محاولة لرفع مستوى نبض الثقافة والوعي في المشهد الفلسطيني من خلال دعم إنتاج المبدعين وتكريس دورهم الأدبي والفني، وخلق حالة من التفاعل الجماعي بين الكتاب والمبدعين الفلسطينيين فيما بينهم من جهة، ومع المحيط العربي الثقافي، من جهة أخرى.

صرخة تعبر عن ثورة ثقافية مستمرة
"ثورة ثقافية مستمرة" هو الشعار الذي تحمله هذه الصرخة الثقافية الكبرى من أجل فلسطين وهذه الدعوة للتفاعل بين المثقفين الفلسطينيين والتي تأتي بالرغم من حالة الحصار والحواجز وتقطع الاوصال بين المبدعين الفلسطينيين داخل الوطن وخارجه. "فمن خلال المستحدث التقني المتمثل بشبكة الانترنت وثورة الاتصالات عبر الفضائيات- يقول الكاتب رجب أبو سرية، المنسق العام للمؤتمر- يمكن تجاوز الواقع الفلسطيني المتمثل بحالة الشتات التي تولدت إثر النكبة وامتدت لعشرات السنوات، وايضا تجاوز حالة العزلة التي عاشتها الثقافة الفلسطينية خلال الأعوام السبعة الماضية، حيث توفر هذه الشبكة للكتاب والمبدعين الفلسطينينن، عبر فكرة هذا المؤتمر، امكانية قراءة أنفسهم وقراءة إبداعات بعضهم، اضافة لتفعيل الجهد النقدي الذي بات محدودا للغاية بحيث تركت عملية الإبداع دون تقويم ودون متابعة ".

مادة مدروسة على أساس قراءة نقدية متخصصة
هذه التظاهرة الثقافية الرائدة يشرف عليها مجموعة من المختصين بالمجالات الثقافية والفنية يشكلون اللجنة المنظمة للمؤتمر، وتضم: الكاتبة إيمان الوزير، الكاتب ناصر عطا الله، الكاتب جهاد شجاعية، الممثل والمخرج رامي السالمي، الكاتبة وفاء بكر، والفنان جمال أبو القمصان. أما الفكرة فتقوم على اعداد دراسات نقدية حول المشاهد الادبية والفنية التي تشكل محاور المؤتمر وهي: الشعر، القصة القصيرة، الرواية، المسرح، السينما، الموسيقى، والفن التشكيلي لمبدعين فلسطينيين من كافة الاجيال ومن كافة أماكن تواجد الفلسطينين داخل فلسطين التاريخية وخارجها. وتغطي الدراسات التي ستقدم للمؤتمر لكل من الأدباء والفنانين الفلسطينيين، الأعمال الأدبية والفنية التي أنتجت خلال الأعوام السبعة الأخيرة ما بين عامي 2000 وعام 2007 ، حيث ستقدم هذا الأعمال بتخصصاتها إلى مجموعة من النقاد العرب المختصين وتضم كلا من: د. نجيب العوفي من المغرب، د . سعيدة خاطر من سلطنة عمان، الاستاذ المنذر الحر من العراق، د . نضال الصالح من سوريا، د عمر دوارة من مصر، د تيسير مشارقة من الاردن، والدكتور علي فاخت من تونس.

وحول مسألة التوجه للنقاد العرب تحديدا، يقول الكاتب ابو سرية- في لقاء اذاعي مع شبكة فلسطين الاخبارية :" نحن نريد أن نكسر العزلة عن محيطنا العربي، نريد للنقاد العرب أن يقرؤونا ونريد أن نتقدم إلى المشهد الثقافي العربي كمشهد ثقافي فلسطيني وليس كأفراد موزعين على المواقع الالكترونية العربية". وكشف ابو سرية النقاب عن بعض المشاكل التي واجهت اللجنة المنظمة للمؤتمر فيما يتعلق بالورقة النقدية المتعلقة بالفن التشكيلي وبالموسيقى قائلا " يكاد يكون المهتمون بالنقد الموسيقي وبالنقد التشكيلي محدودين جدا بالنظر إلى الأساتذة النقاد العرب المختصين في الشعر والقصة والرواية، وإلى حد ما في المسرح والسينما" مشيرا الى وجود وفرة في عدد نقاد الادب عموما بينما يعتري الفنون البصرية والسمعية نقص في عدد النقاد المهتمين بها.


نجاح للفكرة بالرغم من عائق التمويل
بالرغم من عدم وجود تمويل لمؤتمر الثقافة الفلسطينية الالكتروني الاول الامر الذي يعزى اليه عدم قيام القائمين على تنظيمه بنشر الدعاية والمواد الإعلامية المتعلقة به سواء في الصحف أو في الإذاعات ومحطات التلفزة المحلية، فإن "فكرة عقد المؤتمر بحد ذاتها لأقت قبولا عظيما وانتشرت إعلانات المؤتمر بشكل منقطع النظير في المواقع الالكترونية باعتبار انه جزء من الثقافة الرقمية الصاعدة في المنطقة العربية وفي العالم"، هذا ما يقوله الكاتب رجب ابو سرية، منوها ان " المؤتمرات الواقعية تكلف عشرات آلاف الدولارات، ونحن مجموعة من الشباب لا يمولنا حتى هذه اللحظة احد بل نعتمد فقط على الدعم المعنوي والمادي المحدود لاتحاد كتاب الانترنت العرب فرع فلسطين والاتحاد العام للمراكز الثقافية. فعقد المؤتمر عبر الانترنت لا يكلف كثيرا كما هو الحال في المؤتمرات الواقعية وهذا ما دفعنا إلى الذهاب بهذا الاتجاه ".

ويتابع ابو سرية قائلا " قمنا بتصميم موقع خاص باعمال المؤتمر وهو موقع www.shorfat.net وبات جاهزا منذ نحو اسبوعين وانتهينا تقريبا من اجراء الترتيبات الادارية والفنية اللازمة لانجاح المؤتمر الذي لن تقتصر فعالياته على هذا الموقع بل هناك مجموعة من المواقع الالكترونية تبرعت مشكورة لاستضافة ونشر أعمال المؤتمر منها: جماعة السينما الفلسطينية، موقع ادبيات، موقع امد، الغربال، وشبكة غزة الاعلامية اضافة لموقع اتحاد كتاب الانترنت العرب".


تحرر من اي اعتبارات سياسية
ومن منطلق ان الدولة الفلسطينية بحدودها الجغرافية المصطنعة تضيق على وحدة الثقافة الفلسطينية المنتشرة في كل مكان، ومن اجل فتح الباب واسعا امام المؤتمر للانطلاق والتفاعل والتطور إلى ابعد مدى ممكن، آثرت هذه النخبة من المثقفين الفلسطينيين القائمين على هذا المؤتمر تحريره من اية اعتبارات سياسية في خضم سعي حثيث الى تحويل فاعلية عقد المؤتمر الاول الى مناسبة دورية سنوية، واطلاق اولى ثماره ممثلة بالاعلان عن "شبكة الكتاب الفلسطينيين" في كافة أنحاء العالم كإطار دائم يلتقي من خلاله وعبر الشبكة الالكترونية الكتاب والمثقفون والمبدعون الفلسطينيون، يتفاعلون فيما بينهم ويتواصلون بما يحقق وحدة الثقافة الفلسطينية وإنفتاحها على محيطيها العربي والانساني.


كسر المفهوم التقليدي للمؤتمرات
... ولعل هذه الثورة الثقافية الرائدة وهذا السبق الثقافي على شبكة الانترنت ينجح في كسر المفهوم التقليدي الذي التصق بكيفية عقد المؤتمرات، ويشكل قفزة في إعادة الاهتمام بالأدب والفن الفلسطيني بعد أن تراجع هذا الاهتمام بشكل جلي خلال السنوات الأخيرة، ويلبسه عباءة النقد البناء، ويخلق وضعا تكون فيه مستدامة تلك العلاقات التي ستنشأ بين الكتاب والمبدعين الفلسطينييين والمهتمين والنقاد والمثقفين العرب من كافة انحاء العالم خلال لقائهم "الالكتروني" في موقع ومنتديات المؤتمر.


ليست هناك تعليقات: