العربة على سكة مدينة جنين وبانتظار اشارة الانطلاق

قصر ثقافي يضم اكبر مدرسة للموسيقى في المنطقة تحتضنه مدينة جنين قريباً

29/11/2010
محمد خالد / خاص/ مدينة جنين، عاصمة شمال الضفة الغربية، باتت على موعد قريب من احتضان منشأة ثقافية ضخمة تضم قصرا ثقافيا ومدرسة موسيقية هي الأكبر من نوعها في المنطقة العربية، الى جانب مراكز ثقافية منفردة لتبادل الحوار الحضاري مع الثقافات الاخرى؛ فعربة مشروع اقامة هذا الصرح الثقافي الكبير وُضعت على السكة ولن يطول بها الانتظار لتنطلق.

فمدينة جنين التي عانت من غياب أواصر الحياة المدنية فيها لمدة طويلة، وكانت مسرحاً لاجتياحات عنيفة ومتكررة من قبل الجيش الاسرائيلي على مدار سنوات خلت، قد وقع الاختيار عليها لتكون حاضنة لهذا المشروع بعد ان اصطدمت فكرة تنفيذه في قطاع غزة بطريق مسدود. فكرةٌ صاغها وبلورها الموسيقي الهولندي "همفري باومان" الذي يعكف بهمة ونشاط على انجاز هذا المشروع واخراجه الى النور في المنظور القريب، ونسج خيوطها ناشطون من حركة فتح يقف على رأسهم المسؤول الإعلامي للحركة في أوروبا، د.جمال نزال الذي يرى ان مدينة جنين -اضافة الى احتضانها لعدد من المسارح ودار للسينما افتتحت فيها مؤخراً- بحاجة ايضا الى قاعة كبيرة تمكن من استضافة العروض الثقافية الكبيرة، الى جانب صرح ثقافي يسهم في اعادة الحياة المدنية الى حيثما أريد لها ان تكون.

واعتبر د. نزال -في حديث اذاعي أجريته معه - ان المنشأة الثقافية التي سيجري انشاؤها في جنين ستغني امكانيات اعادة بعث الثقافة الفلسطينية والفلكلور الفلسطييني الاصيل التي نجد لها آثاراً في داخل مناطق الـ48 المحاذية لمدينة جنين، وستسهم في اعادة اجتذابها مرة اخرى الى مناطق السلطة الفلسطينية.



تعاون لانجاح الفكرة ومساعي لجلب التمويل
في اجتماع عُقد مطلع الاسبوع الحالي وضم كلا من د. نزال ومحافظ جنين، قدوره موسى والموسيقي الهولندي "همفري باومان"، تم تبادل التصاميم والخطط والتصورات وتعميق البحث في شخصية هذه المنشأة الثقافية التي أريد لها ان تكون قصراً للثقافة يضم مدرسة موسيقية على غرار مدرسة قائمة في تايلند وأخرى في المكسيك، ليستفيد منها الاطفال والاحداث، ومن كلا الجنسين، من سن السادسة وحتى الثامنة عشرة، في التدرب على استخدام الادوات الموسيقية المختلفة. ويقول د. نزال ان محافظ جنين -الذي ابدى تعاونا كاملا لاخراج هذا المشروع الى الوجود- يفكر بتحويل اراضي مستوطنة "حومش" التي اخلاها الجيش الاسرائيلي لتكون حاضنا لهذا الصرح الثقافي بما يضمه من مجمع مراكز ثقافية لتبادل الحوار الحضاري بحيث يكون هناك مركزا ثقافيا فرنسيا وآخر الماني وثالث أمريكي وهكذا، لكن الاسرائيليون يرفضون تسليم اراضي المستوطنة للسلطة الفلسطينية بذريعة انها منطقة عسكرية مغلقة.


وفي الوقت الذي تم فيه جمع اكثر من 200 قطعة موسيقية من بينها الكمنجة الخاصة برئيس بلدية امستردام الذي تبرع بها لهذا المشروع، تسعى الجهات الاوروبية لاجتذاب تمويل اوروبي لتنفيذ فكرة المشروع في جنين في ظل آمال معقودة على دول اوروبا بأن تخصص المبالغ اللازمة له عن طريق الموازنات المخصصة لدعم مشاريع ثقافية في الشرق الاوسط. كما ان الموسيقى "باومان" الذي له سابق تجربة في ان يجعل كل مواطن من اهالي مدينة بورني الهولندية يتبرع بيورو واحد لمشروع المدرسة الموسيقية الموجودة حاليا في تايلند، سيكرر هذه التجربة من اجل جمع اكبر قدر ممكن من التمويل لمشروع جنين.


لا علاقة لحركة فتح بالمشروع الا من ناحية التنسيق
د. جمال نزال أكد - في حديثه لنا- انه لن يكون لحركة فتح اي صلة مباشرة بهذه المنشأة الثقافية بالمفهوم الاداري او التنظيمي او القانوني، مشيرا الى ان علاقة الحركة بهذا المشروع لا تتعدى مسألة التنسيق وربط خيوط الاتصال بين الجهات الاوروبية والجهات المسؤولة عن تنفيذ المشروع في السلطة الفلسطينية، وذلك انطلاقا من ايمان حركة فتح بأهمية البعدين الثقافي والمدني للحياة كوسائل للصمود على الارض.

وبينما يؤكد د. نزال ان عربة مشروع هذه المنشأة الثقافية وُضعت على السكة ولن يطول بها الانتظار لتنطلق، تبقى مدينة جنين -التي اعتبرت نموذجا في الاستقرار والنهوض- على موعد مع دخول الموسيقى كمادة تعليمية، وتغذية الثقافة الفلسطينية بالمعرفة الفنية في الموسيقى الوطنية والعالمية.

للاستماع للمقابلة الاذاعية
https://app.box.com/shared/e5k6b3koyh

ليست هناك تعليقات: