علا عوض... من كواليس الى قمة هرم المؤسسة الاحصائية الفلسطينية

12-01-2011

محمد خالد/ في الخفاء كجندي مجهول قضت سنوات عديدة تعمل في بناء وتطوير العمل الاحصائي الفلسطيني داخل مؤسسة أرسى قواعدها وزير الاقتصاد الوطني الحالي د.حسن ابو لبدة، لتتبوأ في نهاية المطاف منصب القيادة في هذه المؤسسة التي يعتمد عملها بالأساس على المنهاج العلمي الدقيق، ولتصبح بذلك أول سيدة فلسطينية تتولى رئاسة مؤسسة حكومية غير وزارية، هي الجهاز المركزي للاحصاء.

"أنا افتخر انني أول سيدة فلسطينية تتولى رئاسة المؤسسة الاحصائية الفلسطينية التي استطيع القول بثقة تامة أن لها مكانة مرموقة على خارطة منظومة الاحصاء الاقليمية والدولية حيث تعتبر من أفضل الاجهزة الاحصائية على المستوى الدولي، ومن ابرزها على المستوى العربي ان لم نقل انها تأتي بالمرتبة الأولى على صعيد الأجهزة الاحصائية العربية". بهذه الكلمات علقت السيدة عوض على قرار تعيينها، واضافت " أتمنى ان نعمل جميعاً كفريق كامل للارتقاء بأداء المؤسسة الاحصائية التي اعتبرها مؤسسة مهنية رائدة وظاهرة فلسطينية متميزة، ولتطوير النظام الاحصائي الشامل، وخلق آليات التنسيق من اجل تعزيز العمل مع جميع الشركاء".

أما على صعيد الكوادر الاحصائية العاملة في هذه المؤسسة فتتطلع السيدة عوض الى خلق كادر مؤهل على مستوى عالٍ يشكل بيت الخبرة ليس فقط على الصعيد المحلي وانما على الصعيد الدولي، والى إدخال نظام يمكّن من بناء القدرات بحيث يكون منسجما مع تطور المعايير الدولية وتطور النظام الاحصائي بشكل عام، وكل ذلك بهدف الارتقاء بالاحصاء الفلسطيني كمؤسسة مهنية متميزة، والأخذ بها نحو الأفضل.
وعلى طريق إكمالها لمسيرة الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، ترى السيدة عوض ان هناك الكثير مما يجب العمل عليه، والعديد من المجالات التي لم يتم التطرق اليها كبيانات احصائية، قائلة " كان التركيز في بداية العمل الاحصائي عندما أنشىء الجهاز عام 1993 على انتاج البيانات الاحصائية ونشرها، أما الآن فنحن نتوجه الى تعزيز جودة هذه البيانات. كما سنركز خلال الفترة القادمة على تطوير الوحدات الاحصائية في المؤسسات الحكومية والوزارات وتطوير السجلات الادارية في هذه المؤسسات على اعتبار ان السجلات الادارية تعد ركناً رئيسياً من أركان النظام الاحصائي وجزءاً من تعزيز جودة البيانات ايضا". كما ترى رئيس جهاز الاحصاء المركزي وجود ضرورة ملحة للعمل وبشكل مشترك على تعزيز العلاقة مع مستخدمي البيانات الاحصائية التي يقوم الجهاز بانتاجها في كافة القطاعات.

ولعل حصول الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني على شهادة الأيزو 9001 شكّل الخطوة الاولى على طريق تطوير جودة البيانات والاحصاءات التي يضطلع الجهاز بتنفيذها -بحسب ما تقوله السيدة عوض- بينما العمل يجري حالياً للحصول على المعيار الخاص بصندوق النقد الدولي والمتعلق بنشر البيانات الاحصائية، او ما يعرف بـ ( Special Data Dissemination Standard )، ليتمكن الجهاز بذلك من نشر ما ينتجه من بيانات احصائية وفقاً للمعايير العالمية المعمول بها.

وفي عرضها لأبرز ما انجزه الجهاز على صعيد اجراء المسوحات الاحصائية والمجالات التي شملتها، اشارت السيدة عوض الى المسح الخاص بالاستثمارات الأجنبية في فلسطين والذي تم تنفيذه لأول مرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومسح الاعاقة 2010 الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يطرق باب هذا القطاع على المستوى الوطني، ومسح الهجرة الأول في الاراضي الفلسطينية، بالاضافة الى تنفيذ التعداد الزراعي بالتعاون مع وزارة الزراعة والذي من المتوقع صدور نتائجه خلال شهر آذار من العام الحالي.

وباعتلاء السيدة علا عوض هرم المؤسسة الاحصائية الفلسطينية، فإن حلقة جديدة تضاف الى سلسلة طويلة لا تنتهي من النساء الفلسطينيات اللواتي اثبتن جدارتهن وقدرتهن الشخصية على الوصول الى أعلى المراكز وأرفع المستويات، واستطعن تسخير خبراتهن وممارسة دورهن الحقيقي في تنمية مجتمعهن، وكنّ محل ثقة وفخر من قبل الجميع. ومنهن -على سبيل المثال لا الحصر- المحامية صمود الضميري رئيس النيابة الشرعية، الوزيرات ماجدة المصري وربيحة ذياب ولميس العلمي، ووكيل وزارة المالية منى المصري، وغيرهن الكثير ممن يمسكن بزمام القيادة في العديد من المؤسسات الحكومية والاهلية.

يجدر الذكر ان السيدة علا عوض التحقت بالعمل في الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني منذ العام 2000 وتقلدت العديد من المناصب والمواقع القيادية في المؤسسة الإحصائية وتولت مهام القائم بأعمال رئيس الإحصاء الفلسطيني منذ العام 2009 بموجب قرار صادر عن رئيس الوزراء، د.سلام فياض، فيما تبوأت منصب رئيس الجهاز بناء على مرسوم من الرئيس محمود عباس. وهي حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ودرجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بيرزيت.

وعقب استلامها مهامها يوم الاحد الماضي، تعهدت عوض للقيادة السياسية وللكوادر الإحصائية بالحفاظ على النظام الإحصائي الفلسطيني مهنياً مستقلاً متكاملاً يتميز بالنضج والاستمرارية نحو الأفضل دائماً، وبتكريس جميع جهودها وطاقاتها بمساعدة الكوادر الإحصائية لخدمة مسيرة الإحصاء وأهدافها المتمثلة في تحقيق التنمية والازدهار للشعب الفلسطيني وبناء دولة المؤسسات.

للاستماع للمقابلة الاذاعية
https://app.box.com/shared/caqkgnjxfb

ليست هناك تعليقات: